* أسرار المحادثة التليفونية ثلاثية الأطراف بين النقيب وعبد الرحيم وشخصية بارزة حول حقوق الصحفيين بالبوابة !
* أسوة برغبة ترامب في تعديل الدستور .. صحفيون يدعون لتغيير اللوائح والقوانين .. لانتخاب خالد البلشي نقيبًا لدورة ثالثة !
* عندما أراد مجدي حلمي "توريط" هشام يونس.. اقترح عليه الاستيلاء على أموال "جماعة الرواد" لفك أزمة النقابة المالية "على ماتفرج" !
* احمد بكير باع واسقط وتنازل عن فترة عمله بالصحافة وهذه هي الأسباب !
* الصحفيون يسألون عن سر تدهور جريدة الوفد ومتى كانت بداياتها ومجدي شندي يعود بالأسباب إلى إصدار الوفد اليومي !
* هل رسم أحمد بكير فعلًا لوحة زهرة الخشخاش؟ سجال مدهش بين بكير والزياتي وهشام يونس ومحمد بكير يطبق المثل الشعبي مين يشهد للعروسة!
* أزمات الصحفيين تطارد النقيب حتى في الجلسات الخاصة.. مصر للطيران تشكو زميلا للسلطات السعودية لانتقاده تأخر الطائرة المصرية في مطار المدينة المنورة!
* سألت النقيب أن يعمل على حل مشكلة الطابقين الخامس والسادس المهجورين في النقابة.. وهذه هي الإجابات!
* ماذا حدث بعد تناول العكاوي الأشهي مذاقًا في تاريخ اللّمَة.. وداعًا للنعاس والوخم والرؤوس اشتعلت شيبًا وأفكارًا وسجالًا حتى مابعد منتصف الليل .
- "والنهاردة قال جايين ..حبايبنا (زمايلنا) بتوع زمان.. بيقولوا ندمانين.. على اللي عملوه زمان!" ( الصوت لوردة والكلمات لسيد مرسي .. والنغم الشجي لبليغ حمدي )
تذكرت هذه الكلمات والنغمات وأنا انصت للفنانة وردة، في طريق عودتي من فيلا احمد بكير في مدينة العبور.. التي صارت محلًا مختارًا لـ "اللّمَة" - إسم تم اختياره ليكون عنوانًا لجروب الأصدقاء والزملاء على واتس أب - التي يشتد عودها ويقوى مرة بعد مرة . وجدتها تتماهي مع ذلك الاستطراد الخطير للعمدة احمد بكير والذي تناثر في كلماته أثناء الجلسة! والحقيقة أن استطراده أحيانا في الكلام يفضي به وبنا إلى مناطق صعبة.. حدث هذا في ليلة "العكاوي الفاخرة" التي لا أعرف كيف يطهوها بهذا الإبداع.. طِعْمَة بشكل (معذرة فريد الأطرش)!
يأكل الناس وجبات "تقيلة" فيجبرهم الطعام على الذهاب في قيلولة مرغمين.. إلا أكلات "اللمة".. هي وحدها - حتى لو كانت أسماكًا كالتي أطعمنا إياها فى جَمْعَةٍ سابقة - التي تنشط عقول حضورها، فتقاوم إحساسهم بالنعاس وتشعل أفكارهم وتنطلق ألسنة أصحابها من دون قيود.. كما حدث في استطراد بكير!
- "النهاردة قال جايين (زمايلنا) بتوع زمان بيقولوا ندمانين".. لا أدري لماذا تذكرت تلك الجملة المطبوعة كالأكليشيه المستخدمة في عمليات البيع بعد أن قال بكير ماقال! إعلانه الحاسم بأنه أسقط فترة عمله بالصحافة من حياته ذكرني بهذا الأكليشيه: باع وأسقط وتنازل، كما لو أنه أسقط كل تاريخه في صحيفة الوفد. اختلفت بشدة مع مقولته، خاصة وأنه مدير تحرير سابق للصحيفة! ربما أراد بكير أن يرسل لنا رسالة أخرى.. كما هي عادته طبعًا، فهو معروف بأنه يصوم رمضان ويحتفل بعيد الفطر في غير الأيام التي يتعارف المسلمون على الصيام والاحتفال بها.. قلت لنفسي لعله ينفث عن غضبة مكتومة مؤقتة. لكن ثمة استطرادًا آخر أعجب وأغرب! فقد سألنا في السياق نفسه مستنكرًا "إحنا مين.. إحنا إيه"؟ ما الصحفيين.. وما الذي فعلناه كصحفيين؟ من الذي يعرفنا؟ ماهو تأثيرنا؟
- مثير للتفكير مايقوله بكير! لكن ألا يعرف أننا في هذه اللحظة التي نجلس فيها معا لم نجتمع معًا إلا لكوننا صحفيين أولا؟! فعلاقة الزمالة هي التي جعلتنا في النهاية أكثر من ذلك. لو لم تكن الصحافة لما كانت "اللّمَة".. ولو لم تكن "الوفد" لما كان هو وكاتب هذه السطور ومجدي حلمي وصادق حشيش - ومعنا المعتذرون عن الحضور هذه المرة من الوفد مثل حمدي حمادة وهو عمدة من نوع خاص جدًا، ومصطفي عبد الرازق وعماد الغزالي وهشام الهلوتي وعبد الوهاب السهيتي ومحمد الشربيني وعادل العجمي وغيرنا كثيرون - لما كنا مجتمعين الآن. من المفاجآت ايضاً والتي عرفتها تلك الليلة، أننا يمكن ان نضيف لقائمة أسماء من عملوا بالوفد زميلنا وصديقنا محمد الجارحي وكيل نقابة الصحفيين للرعاية الطبية بهذه الجريدة.. والزميل سعيد شرباش وكلاهما انضم لنا هذه الليلة.
و من خلال الوفد وصحف أخرى (البديل مثلًا) والانتساب للنقابة العريقة للصحفيين عرفنا زميلنا نقيب الصحفيين خالد البلشي.. وقد حلّ أهلًا ونزل سهلًا علينا فأدفأ بحضوره هذا المساء الشتوي القارس البرودة. ولولا صحيفة الوفد أيضًا ما عرفنا رئيس لجنة القيد السابق هشام يونس وكيل النقابة الحالي للشئون المالية وقد حضر بمعية النقيب.
من خلال الصحافة أيضا عرفنا زميلنا كارم محمود عضو مجلس النقابة السابق، ورئيس تحرير جريدة وموقع المشهد الإلكتروني مجدي شندي.. وعرفنا المحرر الرياضى النائب السابق رضوان الزياتي.. وعرفنا أيضا الزملاء الغائبين عن الليلة سليمان جودة و وأكرم القصاص و إبراهيم منصور و أحمد النوبي وأسامة جلال.. والراحل العزيز مصطفي الخامي طيب الله ثراه وكان استضاف "لمتنا" مرتين.
انبريت بكل مافي صوتي من نبرات عالية لأوقف بكير عن استطراداته الحماسيّة، ذَكَرْته بأنه من حرر باب متاعب الناس وكان يتلقى مئات الرسائل من قراء يتواصلون مع الصحيفة ومحرريها، ما يعني أن الناس كانت تقدر الصحيفة وصحفييها، وكان العشرات يأتون للجريدة طلبًا لحل مشكلة أو عرضها بالجريدة ونحو ذلك من "متاعب الناس"كما انه هو نفسه كان أحد أشهر محرري الاتصالات، وأحد محرري شئون رياسة الجمهورية في زمن مبارك وتدرج حتى صار مديرًا للتحرير!
بكير ومجموعة صحفيي الوفد يعرفون أن هناك من أفسدوا الوفد الحزب والصحيفة، هناك من أثروا باسم الوفد وحصلوا على امتيازات وأموال، وهناك من عملوا "عصافير" لـ"الداخلية وخصوصًا أمن الدولة"، هناك صحفيون في الصحيفة المعارضة - وقت أن كانت الأكثر بروزًا وانتشارا وتأثيرًا - حاربوا الفساد والتزوير والبيروقراطية والتخلف والتضخم وكانوا يعيشون على مرتباتهم ولم يثروا أو يرتشوا، وآخرون كانوا يبحثون عن المنح والشقق والامتيازات والتعيينات في وظائف مرموقة!
تنطلق من أجواء الصالون كلمات متراشقة، هذا مجدي حلمي لايكف عن محاولة توريط هشام يونس بالاستيلاء على "خميرة" أموال جماعة الرواد ليفك بها أزمة النقابة، وهشام يدرك أبعاد التوريطة ولا يستجيب له بأكثر من ضحكة من القلب، ويعتبر الفكرة مجرد "أفيه" .
وينطلق خيط حديث في ظل التراشق من هنا وهناك بحيث لاتعرف مصدرًا له، فالكلمات تتدفق من كل صوب، وربما كان حديث النقيب خالد البلشي - قبل أن ينخرط لبعض الوقت في اتصالات مهمة مع سلطات مصرية ومع مراسلين في السعودية من أجل إنقاذ زميل لنا كان موجودا في مطار المدينة المنورة وتأخرت طائرة مصر للطيران، فما كان منه إلا أن قام بالكتابة والتصوير فثارت عليه ثائرة شركتنا الهمامة(!!) وقدمت شكوى للسلطات السعودية وكادت تتعقد الأمور، حيث تمت الاستجابة والتعامل معه من قبل السلطات السعودية، باعتبار أن المطار نفسه منشأة عسكرية! وظل النقيب مشغولا - كالمعتاد - بهذا الحادث، وتابعه باهتمام حتى اعلن انتهاء المشكلة. سبق أن حدث الأمر نفسه مع أحد الصحفيين الذين كان مفروضا مشاركتهم في فعالية بالنقابة وتم احتجازه في المطار لأسباب إجرائية، وقد بذل النقيب جهدًا كبيرًا لإنهاء الأزمة. يقودنا هذا للحديث عن عدة أمور بعضها طرحته خلال اللقاء، ويتعلق بعضها بالطابقين الخامس والسادس المهجورين بالنقابة، وشددت على ضرورة ألا ينهي دورته الحالية من دون أن يجد حلا لنستفيد منهما، وتبين من خلال هشام يونس أنه يحاول فعلا ايجاد حلول، و خاطب بنوكا من أجل تقديم دراسات وأفكار استثمارية لاستغلال الطابقين المذكورين.
قاد هذا الحديث إلى الثناء على دور النقيب والمجلس، وبالتداعي مع مايجري من محاولات الرئيس ترامب للفوز بولاية رئاسية جديدة عبر تعديل الدستور.. فإذا كان هذا يحدث في أميركا فلماذا لا يحدث في نقابة الصحفيين؟! بحيث يتم انتخاب البلشي لدورة ثالثة متتالية! كان هذا معناه أن الحضور يعرف الجهد الكبير المبذول من جانب النقيب والنقابة والتي تحولت النقابة في عهده من التكفين بالخيش إلى خلية نحل.. كل يوم هي في شأن، نقابي أو احتفالي أو نشاط سياسي وطني، كان آخره يوم الثلاثاء الماضي، حينما تم الاحتفال بالعيد الوطني لبورسعيد (عيد النصر سابقًا) واليوم ونحن نكتب هذه السطور تحتفل النقابة بعد سويعات بتوزيع جوائز النقابة.
والحقيقة إنه مع استعداد بعض الزملاء لخوض المعركة على منصب النقيب والتجديد النصفي لأعضاء المجلس المنتهية مدتهم.. يثور السؤال عن من يكون النقيب المقبل؟ ويثور السؤال عن أزمة صحفيي البوابة، خاصة وأن معالجة النقيب والمجلس للأزمة اتسمت بالحنكة والمعقولية الشديدة، وكان آخر ما حدث من اتصال تليفوني ثلاثي بين النقيب وعبد الرحيم على وشخصية بارزة في الدولة موضحًا لكثير من الأمور. ورغم هذه المحاولات الهادئة والمعالجة السلسة للأزمة حفاظا على مقدرات صحفيي البوابة، إلا أن عبد الرحيم على في بيان له عقب إشراك النقابة للسيد خالد عبد العزيز رئيس المجلس الأعلى الإعلام كتب بيانا غريبا - في تقديري - يصف فيه تدخل عبد العزيز بأنه أول خطوة حقيقية لحل الأزمة! وكأن ماجرى من عمل وجهد دؤوب ومشاورات ولقاءات ومباحثات مع عبد الرحيم وأولاده والصحفيين المعتصمين لا قيمة له، لماذا؟! لأنه لايحقق مصالح عبد الرحيم، الذي ثبت أنه ينقل نشاط شركته إلى فرنسا غير عابيء بحقوق المحررين، وكأن النقابة من واجبها حماية المالك وليس الدفاع عن حقوق اعضائها بالدرجة الأولي، خاصة وان عبد الرحيم أوقف صرف رواتبهم بذريعة أنه لايمتلك أموالاً، ويعتبر أن من واجب النقابة أن تحل محله في إيجاد حلول، لاسيما البحث عن مستثمرين يحلون محله في ملكية الصحيفة! البلشي قال أنه رد على كل النقاط التي يحاول عبد الرحيم بها أن يغير زاوية النظر للموضوع، وأنه تحدث معه بحسم في هذه المكالمة ثلاثية الخطوط! ورغم المعالجة المستمرة للأزمة إلا ان المعتصمين في البوابة يريدون حلا راديكاليًا سريعًا يتمثل في طرد مالك الصحيفة ورئيس التحرير وشطبهما من عضوية النقابة وهو إجراء سهل جدا، كما قال لي النقيب في حديث عابر الثلاثاء الماضي، موضحًا أنه يسعى لحل الأزمة وليس تعقيدها واتخاذ إجراءات عنيفة قد لا توصل إلى شيء.
دار الحديث بعد ذلك عن الوفد التي كانت صحيفة معارضة جسورة، ثم تدهورت أحوالها، وتساءل الزملاء متى بدأ الانهيار وقال الكاتب والشاعر مجدي شندي أن الوفد تدهورت منذ الصدور اليومي لها. والحقيقة أن الوفد الأسبوعي كان في الذروة، بنحو ٨٠٠ الف نسخة توزع كل خميس كانت في عددها الأسبوعي.
اعتبر شندي هذا الإصدار اليومي بداية انهيار أسطورة الصحيفة. كان الأسبوعي يوزع 800 الفًا، واليومي مابين ١٥٠-٢٠٠ الف في وقت الإقبال على شراء الجرائد اليومية.. ولكن بدايات الانهيار كانت تعود إلى فترات رؤساء تحرير افتقروا للخيال والتطوير، ومثلهم مثل مبارك كانوا من أنصار الجمود والعمل "يوم بيومه" مثل الموظفين الذين يهتمون بتستيف الأوراق.. كل شيء يبقى على حاله.. حيث لا اخطاء "ولا دياولو" تطبيقا للقاعدة الذهبية الذي لا يعمل لايخطيء. وتقريبًا حدث الأمر نفسه في الصحف الحكومية المسماة كذبا بالقومية!
الحميمية والأريحية الشديدة في الكلام التي أدفأت اجواء المناقشات في تلك الليلة شديدة البرودة التي أجبرتنا على نقل مكان القعدة من فناء الفيلا إلى داخلها، حيث أقسم أحمد أنه رسم عددًا من اللوحات التي زينت الجدران، ودار سجال ساخر حول توقيعه كرسام على لوحته واين هو، بين بكير و هشام يونس - الذي لفت نظره وجود لوحه في أقصى الصالون تقليدًا لزهرة خشخاش فان جوخ - وما هي بفانجوخية- وشاركهما السجال بحماسة رضوان الزياتي الذي أصر على انه لا دليل على مايقوله بكير من أنه الرسام، فاستدعي أحمد نجله محمد ليدلل على صحة كلامه! وكان الزياتي يريد أن يقول "مين يشهد للعروسة"؟!
كان هذا جانبًا من حديث مابعد العكاوي.. الذي ودعنا معه النعاس والوخم واشتعلت الرؤوس شيبًا وأفكارًا وسجالا حتى مابعد منتصف الليل.. وله بقية طبعًا!
--------------------------------------
بقلم: محمود الشربيني









